Posts

Showing posts from September, 2014
Image
أكاد أقسم أن هواء هذه المدينة في غيابك لا يطاق. / أيُّ قهر أكبر من أنني لا أعلم إن كنتُ سأرى وجهك ثانية؟ إن كنا سنلتقي في خضم عصر الاغتراب هذا. / من علمكَ السفر، من ألبس كومة الحديد جناحي طائر ليأخذ أحبتنا بعيداً على متنِّه فتصير وجهوهم أمنية. / قلبي يرتجف الآن، يرتعد خوفاً من أن تكون الأيام التي أمضيناها معاً هي آخر عهدي بك. أنني لن التقيك وأتملى وجهك كلوحة على الماء أخشى البكاء لكي لا يجرح دمعي صفائها / فكرة السفر المذهلة. الطائرات والمطارات التي نعشق، تتحول إلى جحيم وتوابيت مظلمة حين تأخذ غالياً علينا وحده وتتركنا كزيتونة وحيدة في أرضها. / قلبي يتمزق. هل تسمعني؟ أنا لا امازحك الآن ولا أضخم الأمر أو ابتكر نصاً بليغاً. أنا حقاً أشعر أن قلبي يتمزق من فرط شوقي إليك. / أنا خائفة. قل شيئاً يطمئنني. لا أريد كلاماً بقدر ما أريد صوتك. قل أننا سنلتقي مجدداً، سنلتقي كثيراً. وأنني سأكون نصيبك وتكون نصيبي. / تنتابني رغبة مجنونة لفتح النافذة والوقوف على حافتها ثم الصراخ "يااااااا الله، لاتوجع هذا القلب أكثر، حقق لي ما أتمنى، ولا توجعني يا الله" / هل
Image
كم كانت المدينة تنبض بالحياة وأنتَ هنا، تمشي في شوارعها، تستنشق هواءها وتشرب ماءها. عودتك المفاجِئة إلى هذي المدينة، جعلت الدم يسري في عروقها من جديد. يتورد خداها حين تطئ قدمك الثرى. وتتنهد، تتنهد طويلاً حين تسمع نفَسكَ الهادئ نائماً على وسادتك في غرفتك. ورغم شوقي الكبير لكَ، لم أحاول الاتصال بكَ. لم يكن شجارنا أكبر من حبي لكَ وجنوني واندفاعي نحوك، ليمنعني من محاولة لقائك. وحتى اللحظة لا أعرف كيف استطعت أن أرفع كبريائي عالياً دون أن آتيك من أقصى المدينة، ركضاً إلى حيث أنت. كنت أحلم بوجهك، وأشعر بأن كل شيء في هذه المدينة اختلف. الهواء يتنفس، يستنشق ذاته، ويضحك منتشياً حين يشعر أنه خفيفٌ كالندى، لأنه في غرفة ما لامس رئتيك، وسكن فيك، قبل أن يحلق مجدداً. كلما حاولت تجنبكَ، وجدت نفسي متلبسة بالبحث عنك، وكلما ابتعدت عن المدينة أياماً لكي لا تجمعنا صدفة ما، وجدت روحي تُنبِّشُ بحثاً عنك، حافرةً بعينيها كل وجه تلاقيه. وبدأت أشعر أن رأسي كله تحول إلى عينين، نافذتين كبيرتين من ضوء، تبحثان عنك. كم تهيأ لي أن الله اختصر جسدي كله، ليهبني هاتين العينين. كانت الوجوه المضيئة التي تكاد تبدو أنت