Posts

Showing posts from August, 2014
Image
هو: "رحلت وانتهت الحكاية. لم تعد أصابعي قادرة على العزف. تبعثرت من ذاكرتي سيمفونيات كنت اعزفها منذ نعومة اظافري، هجرت قلبي وهجرت عزفي من بعدها. كلما انظر الى البيانو في زاوية الغرفة، قد تكسر وتراكم عليه الغبار، أذكرها تجلس بجانبي سادلة شعرها الناعم وباسمة. اعزف لها، اختفت الموسيقى التي كانت تصدح بالبيت وأصبحت أسمع صدى الماضي عندما كانت معي. أصابعي ترجف آخر كل نهار، تريد ان تعزف. رميت أوراق السمفونيه؛ كنت قد الفتها لها في بداية عشقنا. أخذت معطفي الاسود الذي أهدتني، لم ادرك أنني قد قمت بارتدائه الا بعد حين. خرجت في الجو العاصف لمراقبة أمواج البحر. ما اجملها إسطنبول وقت البرد والشتاء، تشعر بأن جسمك قد يتجمد لكنك تبقى متشبثاً بمعطفك أمام برد الشتاء وكلما لمستُ معطفي أتذكرها فتتساقط دموعي. بالامس كنتِ كعصفورة بين ذراعي واليوم بتُّ وحيدا، اكفكف ما بقي من دمعي، وما بقي من الليل، فقد مر الوقت سريعا وعدت الى منزلي." هي: "يرتجف القلم بين أصابعها بينما تحاول ترتيب أفكارها العاصفة على الورقة الفارغة. تشعر أن هناك إعصاراً يجتاحها، يبعثرها، ينثرها رماداً على الطرقات. تكتب ال
يا أماه حين يأتيك نَبأُ استشهادي سأكون تركت لكم جسدي وصعدت إلى السماء سيقولون لكِ ابنك شهيد عليك بالصبر هو في الجنة ابتسامته لا تفارقه مع الصديقين والأنبياء سيقولون لكِ أنني التقيت والدي الذي رحل قبلي شهيداً لأجل فلسطين وقد يضيفون أن عقديتنا أمرتنا بالدفاع عن الوطن أننا جميعاً فدا هذي الأرض وسيذكرونني صباح اليوم التالي على التلفاز سيزيّن اسمي أوراق الصحف سوف يلتقطون لكِ صورة وأنتِ تودعين جسدي المخضب بالدماء لكنكِ وإن زغردتِ في عرس الشهيد ستبكين ستبكين غرفتي الفارغة وملابسي المبعثرة في خزانة الملابس ستبكين مقعدي على المائدة وشهاداتي العلمية وكتبي ستبكين كثيراً قرب قميصي الذي طلبتُ منكِ كيَّه مُؤخراً سوف تجلسين مع من تبقى من أَشقائي وتشعرين بالهوة التي تركها غيابي وتبكين لأنني لستُ معكم لأنني رحلت قبلكم لأنني لم أعد ابنك منذ صرت لفلسطين ابناً وبعد أعوام في الأعياد والأفراح والأحزان سيأتي من بعدي الكثير من الشهداء فيُنسى اسمي وأصير رقماً لأن الذاكرة لا تتسع في زحمة الموت لكل الشهداء ووحدك ستذكرين يوم رحيلي وكل يومٍ مضى عليكِ لم أكن فيه معك