Posts

Showing posts from 2014
Image
أكاد أقسم أن هواء هذه المدينة في غيابك لا يطاق. / أيُّ قهر أكبر من أنني لا أعلم إن كنتُ سأرى وجهك ثانية؟ إن كنا سنلتقي في خضم عصر الاغتراب هذا. / من علمكَ السفر، من ألبس كومة الحديد جناحي طائر ليأخذ أحبتنا بعيداً على متنِّه فتصير وجهوهم أمنية. / قلبي يرتجف الآن، يرتعد خوفاً من أن تكون الأيام التي أمضيناها معاً هي آخر عهدي بك. أنني لن التقيك وأتملى وجهك كلوحة على الماء أخشى البكاء لكي لا يجرح دمعي صفائها / فكرة السفر المذهلة. الطائرات والمطارات التي نعشق، تتحول إلى جحيم وتوابيت مظلمة حين تأخذ غالياً علينا وحده وتتركنا كزيتونة وحيدة في أرضها. / قلبي يتمزق. هل تسمعني؟ أنا لا امازحك الآن ولا أضخم الأمر أو ابتكر نصاً بليغاً. أنا حقاً أشعر أن قلبي يتمزق من فرط شوقي إليك. / أنا خائفة. قل شيئاً يطمئنني. لا أريد كلاماً بقدر ما أريد صوتك. قل أننا سنلتقي مجدداً، سنلتقي كثيراً. وأنني سأكون نصيبك وتكون نصيبي. / تنتابني رغبة مجنونة لفتح النافذة والوقوف على حافتها ثم الصراخ "يااااااا الله، لاتوجع هذا القلب أكثر، حقق لي ما أتمنى، ولا توجعني يا الله" / هل
Image
كم كانت المدينة تنبض بالحياة وأنتَ هنا، تمشي في شوارعها، تستنشق هواءها وتشرب ماءها. عودتك المفاجِئة إلى هذي المدينة، جعلت الدم يسري في عروقها من جديد. يتورد خداها حين تطئ قدمك الثرى. وتتنهد، تتنهد طويلاً حين تسمع نفَسكَ الهادئ نائماً على وسادتك في غرفتك. ورغم شوقي الكبير لكَ، لم أحاول الاتصال بكَ. لم يكن شجارنا أكبر من حبي لكَ وجنوني واندفاعي نحوك، ليمنعني من محاولة لقائك. وحتى اللحظة لا أعرف كيف استطعت أن أرفع كبريائي عالياً دون أن آتيك من أقصى المدينة، ركضاً إلى حيث أنت. كنت أحلم بوجهك، وأشعر بأن كل شيء في هذه المدينة اختلف. الهواء يتنفس، يستنشق ذاته، ويضحك منتشياً حين يشعر أنه خفيفٌ كالندى، لأنه في غرفة ما لامس رئتيك، وسكن فيك، قبل أن يحلق مجدداً. كلما حاولت تجنبكَ، وجدت نفسي متلبسة بالبحث عنك، وكلما ابتعدت عن المدينة أياماً لكي لا تجمعنا صدفة ما، وجدت روحي تُنبِّشُ بحثاً عنك، حافرةً بعينيها كل وجه تلاقيه. وبدأت أشعر أن رأسي كله تحول إلى عينين، نافذتين كبيرتين من ضوء، تبحثان عنك. كم تهيأ لي أن الله اختصر جسدي كله، ليهبني هاتين العينين. كانت الوجوه المضيئة التي تكاد تبدو أنت
Image
هو: "رحلت وانتهت الحكاية. لم تعد أصابعي قادرة على العزف. تبعثرت من ذاكرتي سيمفونيات كنت اعزفها منذ نعومة اظافري، هجرت قلبي وهجرت عزفي من بعدها. كلما انظر الى البيانو في زاوية الغرفة، قد تكسر وتراكم عليه الغبار، أذكرها تجلس بجانبي سادلة شعرها الناعم وباسمة. اعزف لها، اختفت الموسيقى التي كانت تصدح بالبيت وأصبحت أسمع صدى الماضي عندما كانت معي. أصابعي ترجف آخر كل نهار، تريد ان تعزف. رميت أوراق السمفونيه؛ كنت قد الفتها لها في بداية عشقنا. أخذت معطفي الاسود الذي أهدتني، لم ادرك أنني قد قمت بارتدائه الا بعد حين. خرجت في الجو العاصف لمراقبة أمواج البحر. ما اجملها إسطنبول وقت البرد والشتاء، تشعر بأن جسمك قد يتجمد لكنك تبقى متشبثاً بمعطفك أمام برد الشتاء وكلما لمستُ معطفي أتذكرها فتتساقط دموعي. بالامس كنتِ كعصفورة بين ذراعي واليوم بتُّ وحيدا، اكفكف ما بقي من دمعي، وما بقي من الليل، فقد مر الوقت سريعا وعدت الى منزلي." هي: "يرتجف القلم بين أصابعها بينما تحاول ترتيب أفكارها العاصفة على الورقة الفارغة. تشعر أن هناك إعصاراً يجتاحها، يبعثرها، ينثرها رماداً على الطرقات. تكتب ال
يا أماه حين يأتيك نَبأُ استشهادي سأكون تركت لكم جسدي وصعدت إلى السماء سيقولون لكِ ابنك شهيد عليك بالصبر هو في الجنة ابتسامته لا تفارقه مع الصديقين والأنبياء سيقولون لكِ أنني التقيت والدي الذي رحل قبلي شهيداً لأجل فلسطين وقد يضيفون أن عقديتنا أمرتنا بالدفاع عن الوطن أننا جميعاً فدا هذي الأرض وسيذكرونني صباح اليوم التالي على التلفاز سيزيّن اسمي أوراق الصحف سوف يلتقطون لكِ صورة وأنتِ تودعين جسدي المخضب بالدماء لكنكِ وإن زغردتِ في عرس الشهيد ستبكين ستبكين غرفتي الفارغة وملابسي المبعثرة في خزانة الملابس ستبكين مقعدي على المائدة وشهاداتي العلمية وكتبي ستبكين كثيراً قرب قميصي الذي طلبتُ منكِ كيَّه مُؤخراً سوف تجلسين مع من تبقى من أَشقائي وتشعرين بالهوة التي تركها غيابي وتبكين لأنني لستُ معكم لأنني رحلت قبلكم لأنني لم أعد ابنك منذ صرت لفلسطين ابناً وبعد أعوام في الأعياد والأفراح والأحزان سيأتي من بعدي الكثير من الشهداء فيُنسى اسمي وأصير رقماً لأن الذاكرة لا تتسع في زحمة الموت لكل الشهداء ووحدك ستذكرين يوم رحيلي وكل يومٍ مضى عليكِ لم أكن فيه معك
Image
الجزء (1 ) لأن الحب الكبير حين يرتطم أرضاً يُصدر دويّاً ضخماً ستكون الليلة الأولى عند الفراق هي الأشد وجعاً سيمر شريط حياتك أمام عينيك   كل اللحظات السعيدة كل مرة قلنا بِها "لن نفترق " وكل كلمة "إلى الأبد " كل التضحيات الوعود الجميلة سهر الليالي الصيفية الوقوف خلف نافذة الدعاء في الأيام الماطرة سنذكر دقات قلوبنا قبل اللقاء ارتباكنا أمام أول كلمة "أحبك " وكل أحبك جاءت من بعدها وسنبكي سنبكي لأن التذكر يُدمي القلب سنكبي لأن أحلامنا ضاعت هباءً لأن الأمنيات خذلتنا وتركتنا معلقين على حافة الأمل لأن صلواتنا لم تصل قبل أن يمد الفراق يده إلينا . الجزء (2 ) النهار يهذب أوجاعنا نخجل من البكاء على مرأى الضوء الأبيض لا طريق يأخذنا إلى ابتساماتنا ووجوهنا الضاحكة الأمل وجهة مُغلقة المزاج رمادي والسماء أيضاً وعكات الحنين الليلة لا ترأف بنا دقات الساعة تفتح أبواب الذاكرة والبكاء لا يحتاج موعداً مع الأرق *** كجثة نُبشت فجأة تتخبط في مسيرها نحو الحياة نكمل أيامنا ببطئ ما بين وجع الحنين وملح