يا أماه حين يأتيك نَبأُ استشهادي
سأكون تركت لكم جسدي
وصعدت إلى السماء
سيقولون لكِ
ابنك شهيد
عليك بالصبر
هو في الجنة
ابتسامته لا تفارقه
مع الصديقين والأنبياء
سيقولون لكِ
أنني التقيت والدي الذي رحل قبلي
شهيداً لأجل فلسطين
وقد يضيفون أن عقديتنا
أمرتنا بالدفاع عن الوطن
أننا جميعاً فدا هذي الأرض
وسيذكرونني صباح اليوم التالي
على التلفاز
سيزيّن اسمي أوراق الصحف
سوف يلتقطون لكِ صورة
وأنتِ تودعين جسدي المخضب بالدماء
لكنكِ
وإن زغردتِ في عرس الشهيد
ستبكين
ستبكين غرفتي الفارغة
وملابسي المبعثرة في خزانة الملابس
ستبكين مقعدي على المائدة
وشهاداتي العلمية
وكتبي
ستبكين كثيراً قرب قميصي الذي
طلبتُ منكِ كيَّه مُؤخراً
سوف تجلسين مع من تبقى من أَشقائي
وتشعرين بالهوة التي تركها غيابي
وتبكين
لأنني لستُ معكم
لأنني رحلت قبلكم
لأنني لم أعد ابنك
منذ صرت لفلسطين ابناً
وبعد أعوام
في الأعياد
والأفراح
والأحزان
سيأتي من بعدي الكثير من الشهداء
فيُنسى اسمي
وأصير رقماً لأن الذاكرة
لا تتسع في زحمة الموت
لكل الشهداء
ووحدك
ستذكرين يوم رحيلي
وكل يومٍ مضى عليكِ
لم أكن فيه معكِ
وابنكِ

نبال قندس

Comments

Popular posts from this blog

رسائل ما بعد منتصف الليل

رسالة إلى صديقٍ غريب - نبال قندس

لم يكن وحيداً، كانت لديه مكتبة