بدايات ونهايات
أتفق تماماً معك في أننا أبناء النهايات، نحن نتائج نهايات كل ما حدث في حياتنا، بدءًا بانتهاء صداقة طفولة وليس انتهاء بنهاية علاقة عاطفية بائسة. حين أنظر إلى حياتي يبدو لي أنني أستطيع أن أذكر تماماً بدايات الأشياء التي مررت بها، اللحظة الحاسمة التي وقعت فيها في الحب، اللقاء الأول بصديقةٍ جديدة، اليوم الأول في المدرسة أو الجامعة ولكن النهاية لا تكون محددة الملامح مثل البدايات، أراها دوماً أمراً ضبابياً، فلا شيء ينتهي بلحظة واحدة، هي سلسلة طويلة من النهايات الصغيرة المتتابعة تتراكم إحداها فوق الأخرى لتصنع لنا نهاية كبرى. في الحب تبدأ النهاية بنقص الاهتمام، رسالة يتم تجاهلها لساعاتٍ، مكالمة لا يُرد عليها، نسيان موعدٍ، غياب لمسة يد، نظرة فقدت معناها وهكذا تتراكم التفاصيل حتى تتبلور النهاية الكبرى. وهذا ما يميز النهايات عن البدايات، البداية حازمة، محددة، واضحة لا لُبس فيها، لأننا لم نكوّن بعد شعوراً محدداً تجاه الأشياء والأشخاص الذين نلتقيهم، بعكس النهاية، نحن نحب هذا الصديق، نريد أن نتمسك به، نريد لكفّةِ اللحظات الجميلة أن تحسم الأمر، ونريد أن نمنح عدداً لا نهائياً من الفرص لأننا نخشى الا