الليلة الثانية بعد الفقد !


 
لا أجدُ في ذاكرتي
أثناء هذا المساء السرمدي
الذي يغسلهُ المَطر
و يزيده إشتعالاً
أي شيء يستحقُ الكتابة

هذه الأمطار التي تلتصقُ بزجاج النافذة بخجل
و حباتُ البَّرد التي تقرع النافذة بعنف
لم تتركا في حيز اللا شيء
مُتسعاً لأَي شيءٍ آخر !

 

لا أنتظر دفئاً
ولا قلباً طيباً يحتوي
نبضي المُتحشرج في أوعيتي الدموية
فكلُ الأماكنِ فارغة
أتشاركُ مع الوحدة
هذا السرير المنفردِ في
زاويةِ الغرفة .

يباغتني النُعاس ،
لكن طبول القلق لا تتوقف

عن عزف لحنها الصاخب .

احدِّقُ في جدران الغرفة الموشومة

بِنكهةِ البرد المُجحف

و ترتدي هذا الطلاء الوردي

و بعض الرسوم

و الذكريات

التي تستمر في الإنهمار لساعاتٍ طويلة

في مساءِ الحنين هذا

السماءُ في الخارج غاضبة

صوت الرعد يدَوي

في شوارع المدينة الخاليةِ من

ملامح الحياة البشرية !

الليلة الثانية بعد الفقد / فقدك !

لا تبدو سَهلةً أبداً

تتَعرقل أثناء مسيرها

بِذكرياتنا المُلقاةِ على

رصيف الغِياب !

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

رسائل ما بعد منتصف الليل

رسالة إلى صديقٍ غريب - نبال قندس

لم يكن وحيداً، كانت لديه مكتبة