ثلاث من أجمل روايات عام 2018


لقد كان عاماً مذهلاً برفقة الكتب ومن أجمل ما قرأت هذا العام من الروايات، ثلاث: حكايات من ضيعة الأرامل، انقاطاعات الموت و ٤٥١ فهرنهايت

في رواية حكايات من ضيعة الأرامل ووقائع من أرض الرجال للكاتب الكولومبي جيمس كانيون يأخذنا الكاتب إلى إحدى قرى كولومبيا الجبلية النائية حيث يقتحم الثوار القرية ويقتادون جميع الرجال إلى الحرب ومن يرفض الانضمام لصفوفهم سيكون مصيره الموت. 
يذهلني الكاتب الذي يستطيع أن يسحرنا بخلق عوالم كما في هذه الرواية حيث هكذا بين ليلة وضحاها تغدو القرية دون رجال، ونبدأ بملاحظة تبعات غياب الرجال عن القرية. الرجال الذين اعتنوا سابقاً بإدارة أمور القرية اختفوا الآن وعلى النساء تدّبر جميع الأمور الحياتية من نظافة، زراعة، صناعة وغيرها كما أننا في الآن ذاته سوف نستمع لشهادات الرجال الذين ذهبوا إلى الحرب. 
يشرح لنا الكاتب في هذه الرواية كيف تنقلب الحياة رأساً على عقب حين تؤدي عاصفة إلى إزالة الطريق الترابي الوحيد المؤدي إلى القرية ولا يعود للنساء أي سبيل للتواصل مع العالم الخارجي ونرى جميع الصعوبات التي ستواجهها النساء في البداية وجميع الخطط التي سوف توضع لتنظيم شؤون القرية وإدارة مواردها البشرية والزراعية والحيوانية لتحقيق اكتفاء ذاتي لجميع ساكنات القرية.

ومن ضيعة الأرامل إلى انقطاعات الموت للكاتب جوزيه ساراماغو. شئنا أم أبينا سوف نموت في نهاية المطاف، واعترفنا بذلك أم لا، فإن الموت يخيفنا جميعاً.
كم مرة فكرنا في عالمٍ بلا موت؟ ربما في كل مرة فقدنا قريباً أو صديقاً حميماً. في رواية انقطاعات الموت، ترحل السيدة موت عن المدينة، وهنا تبدأ الفوضى؛ يتكدّس المرضى في المشافي، وتمتلأ بيوت العجزة، ويصبح عمّال الدفن والمقابر عاطلين عن العمل. ماذا عن الدين؟ بماذا تقنع الكنيسة رعاياها الآن حيث لا يوجد هناك موت وبالتالي لا جنة ولا جحيم؟ سنتابع كل هذا في رحلتنا مع جوزيه ساراماغو الذي يقول لنا بطريقة غير مباشرة إننا رغم خوفنا من الموت إلا أننا سوف نكره انقطاعه وسوف تصير أمنيتنا الجديدة أن يعود الموت من جديد. 
في الروايتين السابقتين أحببت قدرة الروائيين على خلق عوالم قد تبدو للوهلة الأولى خيالية لكنها في الحقيقة ممكنة -كما في الرواية الأولى- لقد اعتنى كل من كانيون وساراماغو بأدق التفاصيل وعرضا احتمالات متعددة تثير فضول القارئ للمتابعة. 

وفي النهاية، سأثير فضولكم أنا أيضاً لقراءة رواية ٤٥١ فهرنهايت للكاتب راي برادبوري، حيث سنجد في روايته عالم ثالث تصادر فيه الكتب وتحرق.





Comments

Popular posts from this blog

رسائل ما بعد منتصف الليل

رسالة إلى صديقٍ غريب - نبال قندس

لم يكن وحيداً، كانت لديه مكتبة